
تطوير الذات ببساطة هو عملية مستمرة يتعلّم فيها الإنسان مهارات جديدة ويكتسب معارف وخبرات تمكّنه من تحسين فرصه في النجاح وتحقيق أهدافه وطموحاته. فلا يمكن لأحد أن يصبح أفضل بين ليلة وضحاها لمجرد أنه تمنى ذلك، فالتغيير الحقيقي يتطلب عزيمة وسعياً وجهداً متواصلاً، ولا يُعد تطوير الذات أمراً معقداً أو مستحيلاً، بل هو هدف يمكن الوصول إليه متى ما التزم الإنسان بالعمل الجاد واتّبع الأساليب الصحيحة، وفيما يلي مجموعة من الأفكار والخطوات والمهارات التي من شأنها أن تساعدك على تطوير ذاتك وتحقيق أفضل نسخة من نفسك.
لذلك، سنتحدث في المقالة عن كيفية تطوير الذات والحصول على مهارات مختلفة.
الخطوات الأولى لكيفية تطوير الذات
كيفية تطوير الذات تحتاج إلى خطوات متنوعة ومتعددة، ولكن الخطوات الأولى هي الأهم والأقرب من أجل تطوير الذات، وتلك الخطوات تتمثل في الأتي:
القراءة بانتظام
تُعدّ القراءة من أهم مصادر المعرفة، فهي نافذة يطلّ منها الإنسان على عوالم جديدة من المعلومات والأفكار، ومن خلالها يستطيع تنمية عقله وتطوير ذاته، ولكي تكون القراءة ذات أثر فعّال، من المهم أن تصبح عادة يومية تمارس بانتظام، مع تنويع المحتوى بين مجالات متعددة ومؤلفين من خلفيات ثقافية مختلفة، وعدم الاكتفاء بمجال واحد فقط، أما إذا كنت ممن لا يجدون متعة في القراءة أو يفضلون الاستماع على المطالعة، فبإمكانك الاستفادة من البدائل المتاحة، مثل الكتب الصوتية أو حلقات البودكاست، التي أصبحت متوفرة في شتى المجالات كالصحة، والرياضة، والذكاء الاصطناعي، وقضايا المرأة، وتطوير الشباب، وغيرها، وابدأ بقراءة كتب في كيفية تطوير الذات، أو في مجالك المهني، أو حتى في موضوعات تثير اهتمامك الشخصي، وإذا كنت تفكر في إطلاق مشروع خاص بك، فهناك العديد من الكتب التي تركّز على تنمية الذات في سياق ريادة الأعمال والعمل الحر، ويمكن أن تكون دليلك في رحلتك نحو النجاح.
تعلم أشياء جديدة
ليس من الدقة حصر مفهوم تطوير الذات في جانب تطوير الشخصية فقط، فهو عملية شاملة تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية على مستويات متعددة، تشمل الجانب العقلي والجسدي والعاطفي، ومن خلال هذه العملية، يستطيع الإنسان أن يصنع من نفسه نسخة محسّنة وأكثر تميزاً، تعكس طموحاته وقدراته الفعلية، ومن الوسائل الفعالة في كيفية تطوير الذات، تجربة أشياء جديدة تفتح آفاقاً أوسع للتعلم، كأن تمارس هواية لم تجربها من قبل مثل صناعة الفخار أو الطهي، أو أن تبدأ تعلم مهارة مهنية جديدة مثل تصميم صفحات الويب، كما أن تعلّم لغة جديدة لا يمنحك القدرة على التواصل فقط، بل يعرّفك بثقافة جديدة ورؤية مختلفة للعالم، ما يثري تجربتك الشخصية ويعزز من نضجك الفكري، وفي هذا السياق، يمكنك استثمار طاقاتك الفكرية والإبداعية من خلال الانضمام إلى مراكز الشباب التابعة للمؤسسة الاتحادية للشباب، المنتشرة في مختلف مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه المراكز تتيح لك فرصة اللقاء بشباب يشاركونك الاهتمامات والطموحات.
كتابة الأهداف وإن كانت صغيرة
تُعد كتابة الأهداف خطوة ذكية وأساسية في كيفية تطوير الذات، إذ تُظهر الأبحاث أنها ليست مجرد عادة تنظيمية، بل أداة فعّالة تعزز فرص النجاح بشكل ملموس، فقد كشفت دراسة أجرتها الدكتورة غيل ماثيوز، المتخصصة في علم النفس بجامعة الدومينيكان في كاليفورنيا عام 2007، أن الأشخاص الذين يدوّنون أهدافهم تزيد احتمالية تحقيقهم لها بنسبة تصل إلى 42% مقارنة بمن لا يكتبونها، سواء كانت الأهداف مكتوبة في مفكرة شخصية، أو على لوحة معلّقة في المنزل أو المكتب أو حتى في غرفة النوم، فإنها تظل تذكيراً بصرياً دائماً يدفع الفرد للتفكير في موقعه الحالي، ويراقب من خلاله مدى تقدّمه، مما يعزز دافعيته للاستمرار والتطوير، لكن لتحقيق هذه الأهداف بفاعلية، لا بد من أن تكون قابلة للتطوير والقياس، ويمكن تقسيمها إلى خطوات صغيرة قابلة للتحقيق خلال فترات زمنية محددة، وهذا الأسلوب لا يساعد فقط في تنظيم الجهد، بل يمنح شعوراً بالإنجاز يدفع للاستمرار.
تغيير الروتين اليومي
إن تغيير الروتين اليومي وتبنّي جدول جديد يوازن بين ساعات العمل والإنتاج والراحة والترفيه، يُعد خطوة فعالة ومُلهمة في كيفية تطوير الذات، وهذا التغيير لا يحتاج إلى قفزات كبيرة، بل يمكن أن يبدأ بتحسينات بسيطة لكنها مؤثرة، مثل الاستيقاظ المبكر، فحين تستيقظ قبل الجميع، تُمنح فرصة ذهبية لبدء يومك بنشاط وهدوء، فتقرأ كتاباً، أو تتعلّم مهارة جديدة، أو تستمتع بأشعة الشمس الهادئة في الصباح، مما ينعكس إيجاباً على حالتك النفسية وقدرتك على الإنجاز، ويمكنك أيضاً إدخال نشاط بدني منتظم في جدولك، مثل ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع، وهذه العادة البسيطة تعزز الصحة الجسدية، وتزيد من طاقتك وتحفزك على الاستمرار في تطوير ذاتك، لكن التطوير لا يتوقف على إضافة العادات الإيجابية فحسب، بل يشمل أيضاً التخلّص من العادات السلبية التي تعيق التقدم. على سبيل المثال، السهر الطويل أمام التلفاز، أو الإفراط في تناول الوجبات السريعة، أو قضاء وقت طويل في تصفح الهاتف دون فائدة.
الانضمام إلى دورات تدريبية جديدة
تُعد الدورات التدريبية من الفرص الذهبية لكيفية تطوير الذات، سواء على المستوى المهني أو الشخصي، فهي وسيلة فعالة لاكتساب مهارات جديدة تعزز من كفاءتك وتفتح أمامك آفاقاً أوسع، سواء كنت طالباً تسعى لبناء مستقبلك، أو موظفاً تطمح إلى التقدم في مسارك المهني، فإن الاستثمار في التعلم المستمر خطوة ذكية نحو تحقيق أهدافك، ولتجنب الشعور بالإرهاق والإحباط، يُفضّل البدء بدورات قصيرة وسهلة، تتيح لك التعلّم بشكل مرن دون ضغوط، ثم التدرّج لاحقاً إلى برامج أطول وأكثر عمقاً، بإمكانك اختيار ما يناسبك من حيث المدة وطريقة التقديم، سواء كانت الدورات حضورياً أو عبر الإنترنت، وفقاً لظروفك اليومية، والأهم من ذلك كله أن تكون صبوراً مع نفسك، في التطور الحقيقي لا يحدث بين يوم وليلة، بل هو رحلة تحتاج إلى المثابرة والمرونة.
إيجاد بيئة محفّزة ومُلهمة
تلعب البيئة المحيطة والدائرة الشخصية دوراً كبيراً في كيفية تطوير الذات، فهي إما أن تكون مصدر إلهام وتحفيز، أو عبئاً يعيق التقدّم ويُطفئ الحماسة. ولهذا، فإن بناء بيئة مشجعة يبدأ بخطوات بسيطة لكنها مؤثرة، تبدأ من محيطك اليومي وتنعكس على طريقة تفكيرك وسلوكك، فمثلاً، بدلاً من ترك غرفتك على حالها إن كانت فوضوية أو مملة، جرب إضفاء لمسة من الحيوية عليها، واختر ألواناً تبعث على الراحة أو الحماسة بحسب ذوقك، علّق لوحات تحبها، أعد ترتيب الأثاث أو استبدل بعضه إن أمكن، فالمكان الذي تقضي فيه وقتك يجب أن يكون مريحاً ومحفزاً لإبداعك وراحتك النفسية، وعلى مستوى العلاقات، فإن الأشخاص المحيطين بك يشكلون عاملاً حاسماً في تطورك، ووجود أصدقاء إيجابيين يدعمونك ويشجعونك، يشكّل بيئة آمنة ومحفزة تدفعك نحو الأمام، وهؤلاء الأصدقاء قد تتعلم منهم، وقد تنافسهم بطريقة صحية تحفّزك على تطوير ذاتك أكثر.
الأسئلة الشائعة حول كيفية تطوير الذات
ما هي أول خطوة في كيفية تطوير الذات؟
أول خطوة في كيفية تطوير الذات هي الوعي الذاتي، أي أن تعرف نقاط قوتك وضعفك، وتحدد ما تريد تغييره أو تحسينه في نفسك، ثم تبدأ بوضع أهداف واضحة لذلك.
هل يحتاج تطوير الذات إلى وقت طويل؟
نعم، تطوير الذات عملية تدريجية تحتاج إلى الاستمرارية والصبر، لكن يمكن ملاحظة نتائج إيجابية من خلال خطوات صغيرة يتم الالتزام بها يومياً.
ختاما، يمكن القول بأن كيفية تطوير الذات مهمة وتتبع خطوات متعددة من أجل تحقيق التطور الذاتي الذي لن يتم دون حدوث الكثير من العوامل المهمة والمتقنة، لذلك يجب اتباع تلك الخطوات من أجل تحقيق التطور المطلوب للذات.