رقميات

استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية

الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية

شكّل الذكاء الاصطناعي محور الاهتمام التقني الأبرز خلال عام 2023، ومن المتوقع أن يستمر في تصدر المشهد خلال عام 2024 وما بعده، نظرًا لدوره البارز في تغيير أسلوب حياتنا وطريقة عملنا، وتبسيط الكثير من المهام اليومية، ولا تقتصر فوائده على الأفراد فحسب، بل أصبحت الشركات أيضًا تعتمد بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدمها لتحليل البيانات، وإيجاد حلول فعّالة للمشكلات، وتسريع العمليات التشغيلية وتحسين الكفاءة العامة.

لذلك، سنتحدث في المقالة عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية وكيف يتم التعامل معها.

طرق استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية وتأثيرها

في الوقت الراهن، أصبح الذكاء الاصطناعي متاحًا لمعظم الناس ويستخدم بشكل يومي في حياتهم، حيث تواجد في الأجهزة المنزلية، والهواتف الذكية التي نعتمد عليها باستمرار، ويؤثر استخدامات الذكاء الاصطناعي فالحياة اليومية  بعدة جوانب، منها كالأتي:

المساعدة في تنظيم الوقت وتذكُّر المهام

من أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية هي تنظيم الوقت وتذكيرنا بالمواعيد المهمة، وتساعد أدوات مثل تقويم غوغل في إنشاء جداول زمنية ذكية وتنبيهك بمواعيد الاجتماعات والمهام، مما يعزز إنتاجيتك ويساعدك على التركيز على الأمور الأهم.، وبعض التطبيقات تقدم تذكيرات متقدمة تعتمد على عوامل مثل الطقس، لتسهيل إدارة المهام اليومية.

تحسين البيئة المنزلية

تُعدّ استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية واضحة أيضًا في الأجهزة المنزلية الذكية التي توفر الراحة والكفاءة، وبفضل أتمتة الأضواء، الأقفال، ومنظمات الحرارة، يمكن للمنزل التكيف تلقائيًا مع احتياجاتك، مثل تشغيل الضوء عند غروب الشمس أو ضبط درجة الحرارة عند مغادرتك، مما يوفر الوقت ويجعل حياتك أكثر راحة.

تحسين الكتابة والتواصل

تُظهر استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية مدى تأثيره في تحسين جودة الكتابة والتواصل، حيث تساعد أدوات مثل Grammarly وبرامج تحرير النصوص في تصحيح الأخطاء وتحسين الأسلوب، بينما تسهل منصات البريد الإلكتروني الذكية الردود السريعة واقتراح الجمل، كما يمكن استخدام أدوات متقدمة مثل ChatGPT لصياغة محتوى متكامل يعزز تواصلك المهني والشخصي.

تعزيز تجربة استخدام الهواتف الذكية

تندرج ضمن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية تقنيات الهواتف الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل التعرف على الوجه Face ID والمساعدات الصوتية كـسيري وأليكسا، وتسهل هذه الأدوات أداء المهام من دون لمس الهاتف، مثل ضبط المنبه أو البحث عن المعلومات، مما يجعل الاستخدام اليومي للهاتف أكثر سهولة وأمانًا.

تخصيص نتائج البحث عبر الإنترنت

تُعدّ استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية ظاهرة جلية في تخصيص محتوى الإنترنت، حيث تحلل محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي سلوك المستخدمين لتقديم إعلانات ومحتوى ملائمين لاهتماماتهم، وتواصل غوغل تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة لتحسين نتائج البحث وجعلها أكثر دقة وملاءمة لاحتياجات المستخدمين.

التطبيقات التي تحمل استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية

تطبيقات الذكاء الاصطناعي باتت متواجدة في كل مكان حولنا، ونحن نتعامل معها بشكل يومي دون أن نشعر أحيانًا. فيما يلي نستعرض بعض الأمثلة التي توضح استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية وكيف تؤثر هذه التقنية في تسهيل حياتنا وتحسينها: 

تطبيقات التواصل الاجتماعي

تتواجد تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة ضمن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، مثل فيسبوك. يستخدم فيسبوك نظام خوارزمي ذكي لترتيب المحتوى والإعلانات بحيث تتناسب مع اهتمامات كل مستخدم، بدءًا من ترتيب المنشورات في صفحتك الرئيسية وحتى التنبؤات المتعلقة بتفاعلك مع هذه المنشورات.ويضم الذكاء الاصطناعي في فيسبوك مزايا أخرى مثل نظام التعرف على الصور المدعوم بالتعلم الآلي، والذي يتيح التعرف على وجوه أصدقائك ومشاركتك الذكريات معهم، أطلقت فيسبوك هذه الخاصية عام 2014، ونجحت في الوصول إلى دقة تصل إلى 97% في التعرف على الوجوه، متفوقة بذلك على دقة 85% التي يمتلكها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، وفقًا لموقع The Verge الأمريكي، وعلى الرغم من أن منصات التواصل الاجتماعي تتيح فرصًا كبيرة للتعبير والتواصل، إلا أن لها جانبًا سلبيًا يتمثل في تنامي ظاهرة التنمر الإلكتروني. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في فيسبوك أيضًا، حيث يُستخدم للكشف التلقائي عن خطاب الكراهية وإزالته على نطاق واسع.

تحديد وجهتك ومعرفة الوقت المتوقع للوصول

من أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية ما نشهده عند استخدامنا لتطبيق “خرائط غوغل” (Google Maps)، سواء لتحديد وجهة معينة أو لمعرفة الوقت التقريبي للوصول إليها، وعلى الرغم من أن العملية تبدو بسيطة ولا تتجاوز بضع ثوانٍ، إلا أن خلفها تقنيات معقدة تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، ويعتمد التطبيق على تقنيات التعلم الآلي لتحليل مجموعات ضخمة من البيانات، إذ يجمع بين بيانات الرحلات السابقة والبيانات الآنية لحركة المرور، ليتمكن من تقديم تقديرات دقيقة للوقت اللازم للوصول، ومن خلال تحليل أنماط المرور المتكررة، يوفّر التطبيق توقعات ذكية تساعد المستخدمين في اتخاذ قرارات أفضل، ولرفع مستوى الدقة، دخلت “خرائط غوغل” في شراكة مع مختبر DeepMind المتخصص في أبحاث الذكاء الاصطناعي، والذي طوّر بنية تُعرف باسم الشبكات العصبية البيانية (Graph Neural Networks)، وتتيح هذه التقنية للتطبيق التنبؤ بحالة الطرق قبل أن يشعر المستخدم بأي ازدحام فعلي.

العثور على سيارة لرحلتك

من أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية ما نلاحظه عند استخدامنا لتطبيقات حجز السيارات مثل “أوبر” (Uber)، والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فالتقنية الذكية لا تساعدنا فقط على الوصول إلى وجهتنا، بل أيضًا تسهّل علينا حجز وسيلة النقل المناسبة في الوقت المناسب، وتعتمد “أوبر” على تقنيات التعلّم الآلي للتنبؤ بأوقات الذروة والمناطق التي يزداد فيها الطلب، من خلال تحليل بيانات المستخدمين السابقة، وهذا التحليل يُمكّن الشركة من توجيه السائقين إلى المواقع التي من المرجح أن تتزايد فيها الطلبات، مما يقلل من وقت الانتظار ويزيد من رضا العملاء، ولا يتوقف دور الذكاء الاصطناعي عند هذا الحد، بل يمتد أيضًا إلى تحسين تجربة التواصل بين السائق والراكب، فبفضل تقنيات معالجة اللغة الطبيعية المدعومة بالتعلّم الآلي، أصبح بإمكان السائقين الرد على الرسائل بسهولة عبر اختيارات جاهزة بنقرة واحدة، دون الحاجة إلى الكتابة أثناء القيادة.

تحسين تجربة العملاء من خلال روبوتات المحادثة 

من أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية ما نراه في تطور خدمة العملاء، حيث أصبحت روبوتات المحادثة (Chatbots) أداة أساسية تتبناها الشركات لتقديم دعم فوري وسلس للعملاء، وكم مرة وجدت نفسك تتحدث مع روبوت محادثة على موقع إلكتروني لشراء منتج أو الاستفسار عن خدمة؟ لقد استثمرت الشركات بكثافة في هذه التقنية خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تحسين تجربة العملاء بشكل ملحوظ، وتُستخدم روبوتات المحادثة في الخطوات الأولى من التفاعل مع العملاء، مثل جمع معلومات الحساب، وأرقام الطلبات، وتفاصيل الدفع، ومعلومات الاتصال. هذا يقلل العبء على فرق خدمة العملاء البشرية، ويوجه تركيزهم نحو القضايا المعقدة التي يصعب على الروبوتات التعامل معها، مما يختصر وقت الانتظار ويزيد من كفاءة الخدمة، كما تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تمكين هذه الروبوتات من تحليل سلوك المستخدم والتعلم منه، ما يُساعدها على التنبؤ بالمشكلات المحتملة والعمل على حلها قبل أن يشعر بها العميل.

الأسئلة الشائعة حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية

ما المقصود باستخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية؟

استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية يعني دمج تقنيات ذكية في المهام والأنشطة التي نقوم بها بشكل منتظم، مثل استخدام المساعد الصوتي، وتطبيقات الملاحة، ومنصات التواصل الاجتماعي، وحتى الأجهزة المنزلية الذكية.

هل استخدام الذكاء الاصطناعي يقتصر على الشركات الكبيرة فقط؟

لا، فالذكاء الاصطناعي أصبح متاحًا للجميع، ويستخدمه الأفراد يوميًا من خلال هواتفهم، وتطبيقاتهم، وأجهزتهم المنزلية، بينما تستفيد الشركات من إمكانياته لتحسين الكفاءة وخدمة العملاء.

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في تنظيم الوقت؟

يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات مثل التقويمات الذكية وتطبيقات إدارة المهام، التي تذكّرك بالمواعيد، وتنظم يومك، وتساعدك على التركيز على أولوياتك.

ختاما، استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية أصبحت ضمن الوسائل المهمة التي تسهل المهام اليومية لدى الفرد، لذلك أصبح الذكاء الاصطناعي من أهم التطورات في حياة الإنسان بالكثير من العوامل والامتيازات التي يحملها والتي ستتزايد مع السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى